وجود واحد شخصی مستمر متفاوت الحصول فی شخصيته و وحدته الجوهرية بحيث‏
ينتزع منه معنی نوع آخر بالقوش فی كل آن يفرض .

[ استدلال الشيخ فی نفی الاشتداد الجوهری ]

و أما الذی ذكره الشيخ و غيره فی نفی الاشتداد الجوهری من قولهم :
" لو وقعت حركة فی الجوهر و اشتداد و تضعف وازدياد و تنقص فاما أن‏
يبقی نوعه فی وسط الاشتداد مثلا أو لايبقی ، فان كان يبقی نوعه فما تغيرت‏
الصورش الجوهرية فی ذاتها بل انما تغيرت فی عارض ، فيكون استحالة
لاتكونا ، و ان كان الجوهر لايبقی مع الاشتداد مثلا فكان الاشتداد قدا أحدث‏
جوهرا آخر ، و كذا فی كل آن يفرض للاشتداد يحدث جوهرا آخر ، فيكون بين‏
جوهر و جوهر آخر امكان أنواع جواهر غير متناهية بالفعل ، و هذا محال فی‏
الجوهر ، و انما جاز فی السواد والحرارش حيث كان أمر موجود بالفعل أعنی‏
الجسم ، و أما فی الجوهر الجسمانی فلا يصح هذا اذ لايكون هناك أمر بالفعل‏
حتی فرض فی الجوهر حركة " ، انتهی .

[ رد استدلال الشيخ علی نفی الحركة الجوهرية ]

فأقول : فيه تحكم و مغالطة نشأت من الخلط بين الماهية والوجود ،
والاشتباه فی أخذ ما بالقوش مكان ما بالفعل ، فان قولهم : اما أن يبقی‏
نوعه فی وسط الاشتداد ، ان اريد ببقائه وجوده بالشخص فنختار أنه باق علی‏
الوجه الذی مر ، لان الوجود المتصل التدريجی الواحد أمر واحد زمانی ،
والاشتداد كمالية فی ذلك الوجود ، والتضعف بخلافها ، و ان اريد به ان‏
المعنی النوعی الذی قدكان منتزعا من وجوده أولا قد بقی وجوده الخاص به‏
عندماكان بالفعل بالصفة المذكورش التی له فی ذاته فنختار أنه غير باق‏
بتلك الصفة ، ولايلزم منه حدوث جوهر آخر أی وجوده بل حدوث صفة اخری‏
ذاتية له بالقوش القريبة من الفعل ، و ذلك لاجل كماليته أو تنقصه‏
الوجوديين ، فلامحالة يتبدل عليه صفات ذاتية جوهرية ، ولم يلزم منه‏