متن

فصل كأنه توكيد و تكرار لما سلف من توحيد واجب‏الوجود و جميع صفاته‏
السلبية علی‏سبيل الاءنتاج . وبالحری أن نعيد القول فی أن حقيقة الاول‏
موجوده للاول دون غيره ، وذلك لان الواحد - بما هو واجب‏الوجود - يكون‏
ماهو به هو ، وهو ذاته ، و معناه اما مقصورا عليه لذات ذلك المعنی ،
أولعلة ، مثلا : لوكان الشی‏ءالواجب الوجود هو هذا الانسان ، فلا يخلو اما
أن يكون هو هذا للاءنسانية ولانه انسان ، أولا يكون .
فان كان لانه انسان هو هذا ، فالا نسانية تقتضی أن يكون هذا فقط ، فان‏
وجدت لغيره فما اقتضت الا نسانية أن يكون هذا ، بل انماصار هذا الامر
غيرالا نسانية .
وكذلك الحال فی‏حقيقة واجب‏الوجود ، فانها اذا كانت لاجل نفسها هی هذا
المعين استحال أن تكون تلك الحقيقة لغيره ، فتكون تلك الحقيقة ليست‏
الاهذا ، و ان كان تحقق هذا المعنی لهذا المعين لاعن ذاته ، بل عن غيره ، و
انما هو هولانه هذالمعين ، فيكون وجوده الخالص به مستفادا من غيره ، فلا
يكون واجب الوجود، و هذا خلف ، فاذن حقيقة الواجب الوجود الواحد فقط .