فصل 31 فی أن الغايه القريبه للزمان و الحركه تدريجيه الوجود

و اعلم أنه سيجی‏ء اثبات أن الغايه الذاتيه فی حركه الفلك هی‏
التصورات المقتضيه للاشواق و الارادات التی بها يتقرب الی مبدئها الاعلی‏
( 1 ) .

[ كلمات الشيخ فی السبب و الغايه لحركه الفلك ]

قال الشيخ فی التعليقات : الغرض فی الحركه الفلكيه ليس نفس الحركه‏
بما هی هذه الحركه بل حفظ طبيعه الحركه الا أنها لا يمكن حفظها بالشخص‏
فاستبقت بالنوع كما لا يبقی نوع الانسان الا بالاشخاص ، لانه لم يمكن حفظه‏
بشخص واحد ، لانه كائن و كل كائن فاسد بالضروره ، و الحركه الفلكيه ، و
ان كانت متجدده ، فانها واحده بالاتصال و الدوام ، و من هذه الجهه و علی‏
هذا الاعتبار يكون كالثابته .
و قال فی موضع آخر منها : غايه الطبيعه الجزئيه شخص جزئی كالشخص الذی‏
يتكون بعده كما يكون هو أيضا غايه لطبيعه اخری جزئيه ، و أما الاشخاص‏
التی لا نهايه لها فهی الغايه للقوه الثابته فی جواهر السماوات ( 2 ) .