ترجيح الصبر

فرأيت أنّ الصّبر على هاتا أحجى 6 ، فصبرت و في العين قذى ،

و في الحلق شجا 7 ، أرى تراثي ( 93 ) نهبا 8 ، حتّى مضى الأوّل لسبيله ،

فأدلى بها إلى فلان بعده 9 . ثم تمثل بقول الأعشى :

شتّان ما يومي على كورها
و يوم حيّان أخي جابر

10 فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته 11 لشدّ ما تشطّرا ضرعيها 12 فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ، و يخشن مسّها ، و يكثر العثار فيها ، و الاعتذار منها 13 ،

فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم ، و إن أسلس

[ 288 ]

لها تقحّم 14 ، فمني النّاس لعمر اللّه بخبط و شماس ،

و تلوّن و اعتراض 15 ، فصبرت على طول المدّة ، و شدّة المحنة 16 ، حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم 17 ، فيا للّه و للشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ، حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر 18 لكنّي أسففت إذ أسفّوا ، و طرت إذ طاروا 19 ،

فصغا رجل منهم لضغنه ، و مال الآخر لصهره ، مع هن و هن 20 ،

إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه ، بين نثيله و معتلفه 21 ،

و قام معه بنو أبيه يخضمون مال اللّه خضمة الإبل نبتة الرّبيع 22 ،

إلى أن انتكث عليه فتله ، و أجهز عليه عمله ، و كبت به بطنته 23